غرغرينآأ ..الفناء والخلود !!

هَلوَسَـــةُ رُشد..!

الأكَلَة..
لَيسَتْ كُلُّ الأشيَاءِ تَنمُو لـِ مُجَرَّدِ بَقائِهَا لآحِقًا أو علَى الدَّوام..
كَما أنَّها لآ تَتَلآشَى أو تَضمَحِلُّ لِـ تَختَفِيَ إلَى الأبَد ..
رُبَّما كَانتْ بـحَاجَةٍ إلَى نُزهَةٍ بَعيدًا عَن سَاحَةِ البَقاءِ و الوُجُودِ
فـ اصطَحَبَتْ [ فَناءً ]إلَى جِوارِ [ الخُلُودِ ] المَرجُو..!
وقد تتآكَلُ الأشيَاءُ لِذاتِ الأسبَابِ أيضًا و تَضمُرُ شَيئًا فـ شَيئًا و
كَأنَّها و الغَرغَريناعلَى وَطيدِ عِلآقَةٍ و صِلَة..!
تتآكَلُ أشيَاؤُكَ حَتمًا و يَعثُو فِي أرجَائِها غُبَارُ الوَقتِ الّذِي لآ يَرحَمُ
تَفاصِيلَ الفَناءِ و الخُلُودِ علَى حَدٍّ سَواء..
و تتآكَلُ أشيَاؤُكَ غَرَقًا رُبّما بـ رِمالٍ شَكَّلَهَا ذاتُ الغُبارِالرَّجِيم..
أو قَد تتآكَلُ زَجرًا مُصطَنَعًا فِي وَجهِ الدّقائِقِ النَّهِمَةِ النَّاهِشَةِ فِي نَهدِ اللَّحظَة..!
/
لَطَالَما تَأمَّلتُ ذِرَاعِي فِي الصِّغَرِ و نَظَرتُ إلَى شُعيرَاتِ الوُجُودِ فِيها ..
أكَانَتْ لِتبقَى لَو أنِّي ذَهَبتُ فِي نُزهَةٍ إلَى الظَّلامِ فِي جَوفِ حُفرَةٍ بـ طُولِ/عَرضِ مِترٍ تحتَ الأرض ؟
أكَانتْ لِتسبِقَ وَجنَتَيَّ إلَى الفَناء ؟
أكَانتْ لِتنتَظِرَ قَليلاً حَتّى تَتحَلَّلَ عِظامِي أوّلاً ثُمَّ تَلحَقَ بِها ..؟

لَم أُوَفَّق حِينَها وأُدرِكْ أنَّ أجزَائِي سـ تتَلاشَى لِتعُودَ مَرَّةً أُخرَى و لَكِن لَيسَ كَما كَانتْ...!
/

[ فَناءُ الخُلُودِ خُلُودٌ لِلفَناء]
عِبارَةٌ لَم أهتَدِي إلَيهَا إلَّا قَبلَ أسابِيع .. كَانتْ غَائِبَةً عَن تساؤُلآتِي
و عَلامَاتِ الاستِفهامِ الكَبيرَة الّتِي لَم تتوَانَ عَن إثقالِ كَاهِلِ تَفكِيري الصّغيرِ قَبلَ عَقدٍ مِن الآن..!
وكَأنَّها حَلَقَةٌ مُفرَغَةٌ إلَّا مِنَّا نحن ..
تَآكَلَتْ كُلُّ الأشيَاءِ الّتيتَحشُوهَا مَنطِقًا وبَقينَا
نحنُ نُواجِهُ الأكَلَةَ/الغَرغَرينابـعُمقِ
الصَّراعِ الّذي يَكتَنِفُ تِلكَ الجُملَة..!
/
تَنهَشُ الغَرغرينابـ عُمقِ إدراكِنا لَها و كُلَّما أدرَكنَا بِعُمقٍ
أكبَرأنَّ الفَناءَ يَأكُلُ الخُلُودَ والخُلُودُ يَأبَى الرُّضُوخَ
فَيستَأنِفُ جَولَتَهُ إلَى حَياةِ مَا بَعدَ الفَناءِ فـ يَرُدُّ صَاعًا بـ صَاعٍ آخَر ،، كُلَّما وَاجَهنا حَقيقَةَ
وُجُودِنا علَى البَسيطَةِ و أيْقَنَّا أنَّ بَقاءَنا المُؤقّتَ هُنا مَنُوطٌ بـ فَناءٍ يَتأقَّتُ بِالمَوتِ و غُرَفِ البَرزَخِ المُوحِشَة...!
لآ شَيءَ يَدُومُ/يَبقَى كَما هُوَ أبدًا .. و إنَّما يُوجَدُ لِيفنَى ثُمَّ
يَبقَى و بِذلِكَ يَتحَقَّقُ لَهُ خَوضُ المَرحَلَتَينِ بـ التَّساوِي..!

[ لآ شَيءَ يَدُومُ كَما هُوَ أبدًا]
تِلكَ هِيَ الأكَلَة/الغَرغريناالّتِي لآ نشعُرُ بِها ولآ نُدرِكُ
كُنهَاكُلَّما تَآكَلَتْ دَقائِقُ اللَّحظَةِ و مَلامِحُ الوُجُوهِ مِن حَولِنا والّتِي لَن تعُود .. و إنْ
عَادَتْ فَـ لَن تَعُودَ كَما كَانتْ...!!

،
،

مما لامس قلبي

شكرا على الموضوع الجميل يا جميل