لحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
***
أولا قبل أن أبدا في طرح الموضوع أريد أن أنبه الإخوة الذين يضعون الرؤى الخاصة إلى أن يتقيدوا بما اتفقنا عليه في الاستفتاء وان لا يرسلوا الرؤى الخاصة إلا عند فتح بابها في موضوع للتواصل خارج نطاق اشراط الساعة والاكتفاء في الوقت الراهن بإرسال الرؤى العامة والمتعلقة باشراط الساعة أو تلك المتعلقة بالمس وتوضع في قسم المس فقط .
أما بالنسبة لموضوعنا هذا فقد كتبته من قبل وارى انه من المناسب إعادة طرحه الآن وذالك لاعتقادي قرب الجهاد والنفير العام في سبيل الله لتحرير بيت المقدس من أيدي اليهود وكذالك بدء جولة جديدة من الحروب الصليبية بيننا وبين الروم تؤذن بعودة الأمة إلى طريق الحق والجهاد وخروج الخلافة الراشدة بفضل الله .
والآن إلى صلب الموضوع .
فلاشك أيها الإخوة أننا نعيش في أيام فاصلة وان الحدث القادم حدث فاصل يعقبه خروج فوج مجاهد في سبيل الله يفتح الله على أيديهم ويجري النصر عليهم بإذن الله.
ولذالك فانه يجب على من يريد النفير في سبيل الله الاستعداد من الآن والتهيؤ للنفير والجهاد .
والإعداد للجهاد أيها الإخوة يمكننا أن نجمله في عدة أمور :
الأمر الأول الإعداد النفسي والأمر الثاني الإعداد البدني والأمر الثالث الإعداد العلمي والإيماني والأمر الرابع الإعداد المادي .
الأمر الأول: الإعداد النفسي: -
وهذا من أهم الأمور فلا بد من التهيؤ النفسي للجهاد وإلا سيصدم الإنسان بالواقع وان باب الجهاد قد فتح وأصبح النفير متحتما على كل إنسان فالإنسان عندما يكون عارفا بهذا الأمر ومستعد نفسيا له فانه لن يصدم بالواقع حال تحققه ووقوعه وعندها لن يفوته الفضل بإذن الله .
وكما ذكرت فإننا نعيش في أيام فاصلة والحدث القادم قد يدهمنا في أي لحظة وهذا الحدث القادم لن نستطيع التنبؤ بحجمه وتبعاته التي سوف تحدث للأمة من بعده , ولذالك وجب الاستعداد والإعداد .
لما كانت غزوة بدر أيها الإخوة ما كان الناس يظنون أنهم يلقون جيشا وإنما هي عير يعترضونها , ولذالك لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا الخفاف في سبيل الله فحازوا الفضل العظيم بشهودهم معركة بدر ! ولذالك ندم كل من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال انس بن النضر رضي الله عنه لقد غبت عن أول مشهد يلقى فيه رسول الله أعداءه ! لئن شهدت مشهدا آخر معه ليرين الله ما اصنع !
وقال أسيد بن الحضير عندما استقبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو عائد من المعركة قال يا رسول الله والله ما ظننت أن تلقى كيدا وإلا لما تخلفت عنك , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صدقت .
فالحاصل أيها الإخوة أن الإعداد النفسي يجعلك في عداد السابقين كما حدث في بدر ولا تفاجئك الأمور فتتحير .
الأمر الثاني : الإعداد البدني :
وهذا أيضا من أهم الأمور فمن أراد الجهاد في سبيل الله فلا بد له من الإعداد البدني وإلا لربما ضر غيره من المجاهدين !
فالمجاهدون تحملهم النخوة على عدم ترك احد أجهده الكر والفر حتى سقط على الأرض ! فتحملهم النخوة على حمله ولربما سبب متاعبا لهم وسقوط خسائر في الصفوف !
ولذالك فان أمامنا أشهرا للإعداد البدني إن شاء الله وهو يختلف باختلاف لياقة الإنسان , فمن الناس من لايستطيع أن يقوم بأي جهد بدني لدقائق متواصلة , وخاصة من امتلأ جسمه بالشحوم وامتد كرشه.
ولذالك فلا بد من الالتحاق ببرنامج لرفع اللياقة والتخسيس والمداومة عليه لمدة ستة أشهر أو حتى يحين وقت النفير فترتفع لياقة الإنسان ويصبح بدنه جاهزا للجهاد وحمل السلاح .
وأيضا من كان في بلد يسمح له بتعلم الرمي بالسلاح فجيد أن يقوم بتعلم الرماية وتفكيك الأسلحة وتركيبها والتدرب على أنواعها المختلفة , والتدرب على تعلم صنع المتفجرات وغيرها من أدوات الحرب .
جاء في السير عن مصعب بن عمير رضي الله عنه انه كان أترف شاب في مكة ولم يكن متعودا على حياة الشدة رضي الله عنه فلما اسلم منعته أمه ما كانت تعطيه من مال فافتقر رضي الله عنه , وكان شباب الصحابة الآخرين متعودين على حياة الشدة والقسوة فالفت نفوسهم ما أصابهم في سبيل الله من الأذى والشدائد إلا مصعب بن عمير ! فانه كان يتطاير جلده عن جسمه كما يتطاير