من يعلم حالنا ؟ من بيده مآلنا ؟ من يحفظ غائبنا ؟ من يصبرنا على مآسينا ؟
من يشفي مرضانا ؟ من يسمع شكوانا ؟من يجيب دعائنا ؟ من يحقق منانا ؟
من يرزقنا ويطعمنا ويكسينا ؟ وإذا ذكرناه يذكرنا ويحبنا ويدنينا ؟
إنه ربي وربكم وخالقي وخالقكم ورازقي ورازقكم ومُطعمي ومُطعمكم وحبيبي وحبيبكم .
له العبودية وحده بلا شريك ، له الطاعة المطلقة بلا شريك .
لا نسجد إلا له ، لا نركع إلا له ، لا نصلي إلا له ، لا نصوم إلا له ، لا نخضع إلا له ، لا نتذلل إلا له .
من أشرك معه ضل ومن أطاع غيره في معصية زل .
من عصاه غوى وإن استمر في العصيان في جهنم هوى .
من أطاعه اهتدى واتقى وتزكى .
من آمن به وصدق نبيه وتمسك بدينه كان من المفلحين .
من كفر به وكذب نبيه وجحد دينة كان من الضالين .
فيا سعادة المتقين ، الذين هم لربهم ذاكرين ولكتابه قارئين وعلى صلاتهم
دائمون ولفروجهم حافظون ، ذكراً وشكراً وقنوتاً وخشوعاً وصلةً وبراً ،
نفوسهم مطمئنة وصدورهم منشرحة ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ
أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة ((.
في النعمة والخير شاكرين وفي البلوى والضر صابرين .
ليسوا ساخطين ولا جاحدين أو عن ربهم معرضين .
آه يا نفس مع من تكونين والى أين تصيرين .
آه يا نفس ما بالك تجحدين وتعرضين وتنكرين وتتكبرين .
آه يا نفس ما بالك عن الذكر معرضة وعن الطاعة مبتعدة وللمعصية مقترفة .
آه يا نفس ما بالك عن الدعاء تصدين ولم يبقى لك في الإجابة يقين .
أراك بالدنيا تفتنين وعن ربك تصدين .
هل كانت العبادة على حرف ؟
هل كانت العبادة لغاية تحقيق المنى ؟
هل كانت عبادة المساكين المتملقين ؟
أم هو فتور العابدين وتجديد العهد للمتقين ؟
اصبري فصبرك عبادة .
اذكري فذكرك طاعة .
اعملي فعملك زاد .
احذري قرب المعاد .
فالعسر بعده يسر والفرج بعد الشدة والظفر هو نتاج الصبر .
اسعدي يا نفس فقد تكفل بك ربي ..
عندها .. صرخت النفس .. أرجوك ربي .