بني الإسلام علي خمس
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : بني الإسلام على خمس
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
إقام الصلاة ، إيتاء الزكاة ، حج البيت ، وصوم رمضان
رواه البخاري و مسلم
خامسا
صوم رمضان
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
سورة البقرة
فضْل الله تعالى شهر رمضان على كثير من الشهور
و جعلة أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن
و فية ينزل القدر و تُغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار
و فية تُصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام
و فية ليلة هى خير من ألف شهر
و فيه قال صلى الله عليه وسلم
الصوم جُنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب
فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم
رواه البخاري ومسلم
وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم
من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم
و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس
وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلةمتفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة في رمضان
فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم
و كيف يتقبل فيه الله عز و جل جميع الطاعات و الخيرات
و يأمر الناس بصله الارحام فقد فرض الله عز و جل الصيام فيه لعدة اسباب
منها زيارة الرحم و الشعور بالفقر إلى الله عز و جل و الشعور بعزة العبادة و لذتها
كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعتكف العشر الأخير من رمضان
و قال الذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم
عمرة في رمضان تعدل حجة أخرجه البخاري
فما اعظم هذا الشهر و ما اعظم العبادة فيه
و عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال لما حضر رمضان
قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامة تفتح فية ابوب الجنة
و تُغلق فية أبواب الجحيم و تُغل فية الشياطين , فية ليلة خير من ألف شهر , من حُرم خيرها فقد حُرم
رواة أحمد و النسائى و البيهقى
و عن النبى صلى الله عليه و سلم قال الصلوات الخميس و الجمعة إلى الجمعة
و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
رواة مسلم
و عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من صام رمضان و عرف حدودة و تحفظ مما كان ينبغى ان يتحفظ منة , كفر ما قبلة
رواة أحمد
و عن ابى هريرة رضى الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من صام رمضان إيماناً و إحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبة
رواة أحمد و أصحاب السنن
الصيام و معناة
أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ
وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
سورة البقرة
الصيام يُطلق على الإمساك
قال تعالى : إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا
سورة مريم
أى : إمساكاً عن الكلام , و المقصود به هنا الإمساك عن المفطرات
من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية
فضل الصيام
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
قال الله عز و جل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى و أنا أجزى به
و الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل
فإن شاتمة أحد او قاتلة أحد فليقل إنى صائم , مرتين
و الذى نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك
و للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطرة , و إذا لقى ربه فرح بصوم هرواة أحمد و مسلم و النسائى
و عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما ان النبى صلى الله عليه و سلم
قال الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أى رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعنى فية
و يقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعنى فية فيشفعان
و عن أبى امامة رضى الله عنه
قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : مُرنى بعمل يدخلنى الجنة فقال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له
رواة أحمد و النسائى و الحاكم و صححه
و عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال ان النبى صلى الله عليه و سلم
قال لا يصوم عبد يوماً فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً
رواة الجماعة إلا أبا داوود
و عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم
قال إن للجنه باباً يقال له الريان , يقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟
فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب
رواة البخارى و مسلم
أقسام الصيام
للصيام قسمان : فرض و تطوع و الفرض ينقسم إلى ثلاثة أقسام
صوم رمضان
صوم الكفارات
صوم النذر
و الكلام هنا ينحصر فى صوم رمضان و صوم التطوع أما بقية الاقسام فتأتى فى مواضعها
حكمة : صوم رمضان واجب بالكتاب و السنة و الإجماع , فأما الكتاب
قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
سورة البقرة
و قال تعالى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
سورة البقرة
و أما السنة فقول النبى صلى الله عليه و سلم
نى الإسلام على خمس , شهادة ان لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله
و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم رمضان و حج البيت لمن استطاع إلية سبيلاً
و فى حديث أخر : عن طلحة بن عبيد الله أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال يا رسول الله : أخبرنى عما فرض الله علي من الصيام ؟
قال : شهر رمضان , قال : هل علي غيرة ؟ قال : لا : إلا أن تطوع
و أجتمعت الأمة على وجوب صيام شهر رمضان
و أنه احد اركان الإسلام التى عُملت من الدين بالضرورة
و ان من نكرة كافر مرتد عن الإسلام
و كانت فريضتة يوم الأثنين لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية من الهجرة
يثبت شهر رمضان برؤية الهلال و لو من واحد عدل أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً
فعن ابن عمر رضى الله عنهما
قال تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه و سلم أنى رأيتة , فصام , و أمر الناس بصيامة
رواة ابو داود و الحاكم و ابن حبان و صححاه
و عن ابى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم
قال صوموا لرؤيتة و أفطروا لرؤيتة , فإن غُم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين يوماً
رواة البخارى
و قال الترمزى و العمل على هذا عند أكثر أهل العلم
قالوا تقبل شهادة رجل واحد فى الصيام
و قال النووى : أما هلال شوال فيثبت بإكمال عدة رمضان ثلاثين يوماً
و لا تُقبل فية شهادة العدل الواحد
و اشترط العلماء ان يشهد علية اثنين ذوى عدل
إلا ابا ثور فلن يفرق بين هلال رمضان و هلال شوال , و قال يقبل فيهما شهادة الواحد العدل