شارك نحو 800 من كبار الشخصيات والناشطين من أنحاء العالم أمس الاثنين في احتفال بالعاصمة النمساوية فيينا بمناسبة افتتاح مركز جديد للحوار بين الأديان والثقافات أنشئ بدعم سعودي.
ويدير المركز مجلس يضم ثلاثة مسلمين، وثلاثة مسيحيين، ويهوديا، وبوذيا، وهندوسيا، في محاولة لمساعدة الأديان على المساهمة في حل مشكلات مثل الصراعات والتحيز والأزمات الصحية بدلا من إساءة استغلال الأديان في تفاقمها.
وحضر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاحتفال الذي أقيم في قصر هوفبرج التاريخي بالعاصمة النمساوية، وشدد على دعمه للأهداف التي يسعى المركز إلى تحقيقها وقال 'اليوم نوحد قوانا لنحتفل بجهود جديدة للتبادل الثقافي والتناغم العالمي'.
وأشار إلى الأزمات العنيفة في سوريا وغزة ومالي، وشدد على ضرورة تعاون أتباع الأديان المختلفة من أجل تشجيع التفاهم بدلا من إذكاء الكراهية، وأضاف أن 'الصراع السوري يأخذ أبعادا طائفية مقلقة وأن معالم دينية قيمة دمرت في مالي'.
وقال الأمين العام للمركز عبد الرحمن بن معمر الملك 'نحن هنا لنحتفل بكل الناس وكل الأديان وكل الثقافات، الكل موضع ترحيب، وصلت رحلة السبع سنوات الطويلة الآن إلى نهايتها'.
ووصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل المركز الذي يحمل اسم 'مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان' بأنه أحدث خطوة 'للمسيرة الطويلة' لبلاده نحو الإصلاح في الداخل وتحسين العلاقات بين أتباع مختلف الأديان في العالم.
وقال الفيصل في حفل الافتتاح 'كان خادم الحرمين الشريفين يود المشاركة في هذا الاحتفال، لكني أؤكد لكم أن قلبه معنا ومباركته لهذا المركز لأن هذا كان حلمه وها هو يتحقق بسرعة'.
أما وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارثيا فقال 'إن التعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأديان أحد التحديات الرئيسية لعملية العولمة، واليوم ينبغي أن نعمل من أجل تحقيقه حتى نتفادى المواجهات ولنصل إلى السلام الدائم'.
وسيبدأ المركز عمله أولا بتحسين طريقة تقديم الأديان في وسائل الإعلام والكتب المدرسية، على أن يشمل ذلك مشاركة زعماء روحيين في حملات بخصوص صحة الأطفال في الدول الفقيرة وضم علماء دين إلى زمالة المركز في فيينا.
ويختلف المركز عن مشاريع أخرى للحوار بين الأديان تابعة لكنائس أو منظمات غير حكومية في أنه كيان دولي ترعاه السعودية والنمسا وإسبانيا علاوة على دعم قوي من الفاتيكان باعتباره 'مراقبا مؤسسا'.