كما في الحديث الصحيح ،قال صلى الله عليه وسلم(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه،وعن علمه فيما فعل به،وعن ماله من أين اكتسبه،وعن جسمه فيما أبلاه)
مـشـغـول،كثير ما نرددهآ،ولكن هل نحن مشغولون حقاً.
لكننا لو جلسنا مع أنفسنا،ودونّا ماننجزه في كل يوم،سنتفاجأ بالشيء القليل الذي لايذكر وربما يكون هناك من هم أكثر شغلاً منا،ينجزون أكثر،بل المصيبة تكمن في أننا نكرر هذا الشغل الوهمي كل يوم ولو حاسبنا نفوسنا،لوجدنا في صحيفة اليوم،لاشيء يُذكر،نحن مشغولون،داءٌ عظيم مستحكم في نفوسنا الحابسة للعبد عن التقدم إلى الأمام،داء عظيم يمنعنا من عمل جديد نضيفه لأعمالنا الصالحة،وحرمان ينحل في جسد الطاعة ،بل ويمضي العمر في اختلاق الأعذار،أين شغلنا من شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم،فكيف كانت حياته،يجهز جيشاً،ويعود مريضاً،ويصلُ رحماً،ويتبع جنازة،ويعطي مجلساً من مجالس العلم،وكان يقوم حتى تتفطر قدماه مايقارب الست ساعات من الليل،وكان يصوم أيامه حتى تظن أنه لايفطر،أين نحن من شغل صحابة رسول الله وجدّهم واجتهادهم،ومن الأئمة،جاهدوا وردّوا على من أحدث في دين الله،وجلسوا للعلم حتى حفظوا ألأحاديث،وعملوافأحيوا الليل بالمذاكرة مع صحبه للعلم،ألا نحتاج لعودة إلى حقيقة أشغالنا،لعلنا نقف على حقيقة الأمر،وهي أننا( مشغـولون بلا شغل)كم تعبنا وحزنا لأمر من امور الدنيا،شغلتنا اموالنا واهلونا وشغلنا الاصدقاء والاحباب ونسينا الاخرة ونعيمها ،بل تنسيا لأجل ماذا خُلقنا،قال الله تعالى(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)تريد الراحة تريد السعادة لن تجدها الا بطاعة الله نعم تعب في هذه الدنيا الفانية،وستلقى هذا عند الله جنان وقصور وانهار،لايمكن ان تنالها الا بعد ان تجاهد نفسك من
الهوى،وتصبر على البلاء والابتلاء وان تعلم ان كل مايأتيك من الله فهو خير،تذكر ان الدنيا هي تحصيل حاصل للاخرة فاعمل
وجاهد نفسك لإجل ان تكون من اصحاب الجنة،ورضا بما كتبه الله لك تكن سعيدا في دنياك واخرتك، وروى ابن ماجه من حديث الضحاك،سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول(من جعل الهموم هماً واحداً،هم المعاد، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديته هلك)فلا تشغلكم الدنيا عن الاّخره،وكل إنسان مبتلى في هذه الحياة الدنيا،إنها سنة الله يمحص الله بها عباده،والمؤمنون أشد بلوى،ومع الابتلاء يحتاج الإنسان إلى تثبيت،وإلى قُوة وصبر،ويزداد التثبيت مع ازدياد الإيمان ،
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولامبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا وجعل الجنة هي دارنا.