"هل نحن منهم ؟ "
-------------------------------------------------------
والعزة حسنة بين سيئتين , فهي تتوسط بين الذل والخنوع وبين التكبر والخيلاء , فالله عز وجل لا يحب عبده الخانع الذليل الذي يذل نفسه لغير خالقه , بل وسماهم في كتابه الكريم بظالمي أنفسهم " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً " فلماذا لم يقاموا الظالم ابتداء ؟ , ولِمَ استكانوا فلم يحاولوا الخروج من تلك البلدة الظالمة , ولماذا قبلوا على أنفسهم أن يستذلوا ويستعبدوا , وذلك بعد استثناء أصحاب العجز الحقيقي المعذورين , فيقول صاحب الظلال رحمه الله " إنه لم يكن العجز الحقيقي هو الذي يحملهم - إذن - على قبول الذل والهوان والاستضعاف ، والفتنة عن الإيمان . . إنما كان هناك شيء آخر . . حرصهم على أموالهم ومصالحهم وأنفسهم يمسكهم في دار الكفر ، وهناك دار الإسلام . ويمسكهم في الضيق وهناك أرض الله الواسعة . والهجرة إليها مستطاعة؛ مع احتمال الآلام والتضحيات " .
-----------------------------------------------
هل قاومنا الظالم ؟ وهل قلنا له لا !! ، هل قلنا كلمة الحق دون خوف !! ، هل هاجرنا في أرض الله الواسعة لكي نعيش دون نذل أم رضينا بالذل !! ، الله حسبي . .