أقوال العلماء في فضيلة من سبق من السلف من الصحابة والتابعين
أقوال العلماء في فضيلة من سبق من السلف من الصحابة والتابعين.
تكررت أقوال العلماء في فضيلة من سبق من السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن سار على منهاجهم، ومن ذلك قول الحافظ ابن عبد البر في كتابه التمهيد قال أبو عمر: قد عارض قوم هذه الأحاديث بما جاء عنه - صلى الله عليه و سلم -: ) خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (. وهو حديث حسن المخرج جيد الإسناد، وليس ذلك عندي بمعارض، لأن قوله -صلى الله عليه وسلم-: ) خير الناس قرني ( ليس على عمومه بدليل ما يجمع القرن من الفاضل والمفضول، وقد جمع قرنه مع السابقين من المهاجرين والأنصار جماعة من المنافقين المظهرين للإيمان، وأهل الكبائر الذين أقام عليهم أو على بعضهم الحدود، وقال لهم: ) ما ترون في الشارب والسارق والزاني (، وقال مواجهة لمن هو في قرنه: ) لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه (، وقال لخالد بن الوليد في عمار: ) لا تسب من هو خير منك (، وقال عمر بن الخطاب في قوله عز و جل: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ (سورة آل عمران آية: 110) قال: من فعل مثل فعلهم كان مثلهم، وقال ابن عباس في قوله: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ (سورة آل عمران آية: 110) هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وشهدوا بدرا والحديبية، وهذا كله يشهد أن خير قرنه فضلا أصحابه، وأن قوله: ) خير الناس قرني ( أنه لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، وقد قيل في قول الله: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ (سورة آل عمران آية: 110) أنهم أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يعني الصالحين منهم وأهل الفضل هم شهداء على الناس يوم القيامة، قالوا: وإنما صار أول هذه الأمة خير القرون لأنهم آمنوا حين كفر الناس، وصدقوه حين كذبه الناس، وعزروه، ونصروه، وآووه، وواسوه بأموالهم وأنفسهم، وقاتلوا غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام.