فضل السلف - الحرص على الإخلاص
تواتر كلام العلماء في الثناء على ما كان عليه السلف من العلم والعمل؛ لكونهم من العصور التي أثنى عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولقربهم من عهد النبوة والرسالة.
ومن العلماء الذين بينوا ذلك العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه «تيسير العزيز الحميد» حيث قال - رحمه الله -:
قوله: (أما إني لم أكن في صلاة) القائل هو حصين خاف أن يظن الحاضرون أنه ما رأى النجم إلا لأنه يصلي فأراد أن ينفي عن نفسه إيهام العبادة وأنه يصلي مع أنه لم يكن فعل ذلك، وهذا يدل على فضل السلف الصالح وحرصهم على الإخلاص وشدة ابتعادهم عن الرياء بخلاف من يقول: فعلت وفعلت ليوهم الأغمار أنه من الأولياء وربما علق السبحة في عنقه أو أخذها في يده يمشي بها بين الناس إعلاما للناس أنه يسبح عدد ما فيها من الخرز، وقد قال الإمام محمد بن وضاح حدثنا أسد عن جرير بن حازم عن الصلت بن برهام قال: مر ابن مسعود بامرأة تسبح به فقطعه وألقاها ثم مر برجل يسبح بحصى فضربه برجله ثم قال: لقد جئتم ببدعة ظلما أو لقد غلبتم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - علما.