فضل السلف الكرام وما كانوا عليه من الهدي
والطريقة هي أحمد عاقبة وأفضل من طريقة المتأخرين؛ ولا أدل على ذلك من ثناء العلماء جيلا بعد جيل على ما كان عليه الرعيل الأول من السلف الصالح من الالتزام بالهدي النبوي والراشدي الذي من تمسك به نجا في الدنيا والآخرة.
وتعددت أقوال العلماء في ذلك؛ ومن أولئك العلماء الذين أثنوا على طريقة السلف وحث على التمسك بطريقتهم الإمام القاسمي - رحمه الله - حيث قال في كتابه [محاسن التأويل]:
«فقد أجمعوا على أن طريقة السلف أسلم، ولكنهم ادعوا أن طريقة الخلف أعلم، فطلبوا العلم من غير مظانه، بل طلبوا علم ما لا يعلم، فتعارضت أنظارهم العقلية، وعارض بعضهم بعضا في الأدلة السمعية، فالمشبهة ينسبون خصومهم إلى رد آيات الصفات، ويدعون فيها ما ليس من التشبيه، والمعطلة ينسبون خصومهم وسائر أئمة الإسلام جميعا إلى التشبيه، ويدعون في تفسيره ما لا تقوم عليه حجة، والكل حرموا طريق الجمع بين الآيات والآثار، والاقتداء بالسلف الأخيار، والاقتصار على جليات الأبصار، وصحاح الآثار».